بروز عصر”القيادات التكنوقراطيه”في الدول النامية – دراسة إدارية ميدانية

أ.د عاصم محمد حسين الأعرجي

جامعة عمان العربية للدراسات العليا

 

الخلفية النظرية:

 

تؤكد الدراسات ذات العلاقه في مجال سياسات القوى العاملة سابقاً ولاحقاً إلى المفاضلة بين العموميون والتخصصيون في قيادة الاجهزة الإدارية وربط ذلك بالتقدم العلمي والتكنولوجي المتواصل في الدول المتقدمة؛ وقد كان من اوائل من كتب في الموضوع اعلاه (Thompson   1964) أذ قال بان التخصص يكون على نوعين تخصص وظيفي( Tasks Specialization of)  وتخصص افراد (Specialization of people) أذ يعني الاول التحديد المتزايد للفعاليات الوظيفية في حين يعني الثاني تطبع الفرد لموقعه الوظيفي مما يضمن له فرص  الاستمرارية والديمومة؛ واشار أيضاً ان الاتجاه في سياسات القوى العاملة عامة هو نحو المزيد من التخصصيون في المواقع القيادية (التكنوقراطيون) في مقابل العموميون… كما تبناأ بتزايد حدة المنافسة بين الجانبين في الاجهزة الإدارية بصيغ قد تكون غير ايجابية عبر عنها بالمرض البيورقراطي (Bereau Pathology) كان كل ذلك في بدايات الستينات؛ أمّا الان فاستمر الحوار

بين التخصصيون الذين اسماهم (Thompson 1964) بالتكنوقراطيين والعموميين كما اكده العدد من المفكرين فيما بعد مثل: (Etzioni 1978) الذي حلل بصورة مسهبة العلاقات بين ما اسماه بالسلطة_المهنية؛ ويقصد_ بها قيادات الاتوقراطيين» والسلطة الإدارية؛ ويقصد بها قيادات العموميين. وقد ادخل في الحوار أيضاً الاستشاريون الذين هم من فئة المتخصصون ولكنهم لا يمتلكون سلطات قيادية والذين يعدون في الكثير من الحالات منفذاً للقيادات العمومية في تجاوز أو حسم صراعاتهم مع القيادات التكنوقراطية … وقد تنبا (Etzioni 1978) كما فعل سلفه (Thompson 1963) بتزايد الحاجة إلى التخصصيين في مختلف المنظمات.

وفي الوقت الذي كان فيه تاكيد المفكرين اعلاه على البيئة الإدارية الغربية؛ وبصورة خاصة البيئة الامريكية؛ اكد (Trevor, et.al. 1986) ذات الافكار والتوقعات في البيئة الإدارية اليابانية والتي تتميز في ثقافاتها النظمية عن ما يشهده الباحث في البيئات الغربية.

 

وقد زادت وتميزت بصورة ملحوظة البحوث على التخصصيون العمومين في البيئات الطبية في التسعينات. فمثلاً اشار (Pules 1994) إلى نسبية مفهوم التخصصية أذ ان كل متخصص يعد عمومي بالنسبة لبرنامج تدريبي جديد يدخل فيه وهكذا وبالتالي فمفهومي التخصصية والعمومية نسبية ومرحلية والعملية مستمرة في الانتقال من العمومية إلى التخصصية … وترتبط بعملية التقدم العلمي والتكنولوجي المتسارعة والحاجة إلى المزيد من التخصصين؛ وبالتالي التكنوقراطيين؛ حالة

مستمرة ومتنوعه.

بجانب ما تقدم اشار بصورة موجزة (Johnston,1990) وبصورة منفصلة بعده (Gardner,1994) إلى ظهور تيار معاكس لما ذكرهِ المفكرون اعلاه يشير إلى وجود فيض زائد عن الحاجة من التخصصيين والتكنوقراطيون وبروز حاجة ملحة للعموميون خاصة في المجالات الطبية في الولايات المتحدة الامريكية … دعا الحكومة ان تتخذ الاجراءات المناسبة بهذا المجال.

هذا وقد ايد ما تقدم (Bernstein 1997) مؤكداً بان الجامعات تقوم باغراق الأسواق باعداد فائضة عن الحاجة من التخصصين في حين تعد اعداداً اقل من الحاجة من العموميين.

تلك هي التطورات بصدد الاختصاصيون؛ والذين يمثلون القيادات التكنوقراطية المستقبلية» من جهة والعموميون» والذين يمثلون القيادات العمومية المستقبلية من جهة أخرى في المجال الطبي… وربما يكون الامر مماثلاً بعض الشيء في المجالات الإدارية الأخرى.

 

ومن الاضافات الفكرية من الجانب الإداري بصدد محور النقاش فيما بين التخصصيون العموميون يشير (Clarke 1998) إلى دور القيادات الوسطى وكيف يمكن ان تفعل للقيام بدور ايجابي لتجسير الفجوة بين القيادات العليا العمومية من جهة والمستويات التنفيذية من

المتخصصين من جهة أخرى…. كل ذلك كان في بيئات الدول المتقدمة أمَّا في الدول النامية فلم ينل موضوع القيادات العمومية

في مقابل القيادات التكنوقراطية الاهتمام الكبير من الباحثين خلال السنوات السابقة ربما بسبب البطء والمحدودية النسبية للتحولات العلمية والتكنولوجية وما لذلك من علاقات مباشرة بالموضوع مقارنة مع ما عليه الحال في الدول المتقدمة.

البحث كاملاً اضغط هنا